الجمعة، ٢٤ ربيع الآخر ١٤٢٨ هـ

ما هي الأسباب



بسم الله الرحمن الرحيم
إذا ما هي الأسباب التي تخص"نا"
إننا لو عرفناها ربما استطعنا تلافيها و بالتالي حل جزء مهم من المشكلة ، و كما يقال: التشخيص نصف العلاج، وفي بعض الأحيان يكون أهم من ذلك بكثير
و هناك في نظري سببين رئيسيين ، و يمكن أن تكون باقي الأسباب ‘ما تفرعات منهما أو نتائج لهما
:


الجهل
إضاعة الوقت



و بالتأكيد فإن لـ"هم" أثر هام في وجود هذه الأسباب و لكننا نستطيع - إذا أردنا- أن نغير الكثير في واقعنا ، و
إرادتـ"هم" و مخططاتـ"هم" و برامج"هم" ليست قدرا محتوما ينبغي أن نستسلم له، خاصة إذا عرفنا حقيقة هذه المخططات و البرامج ، و الهدف منها، و ما أدراك ما الهدف منها، إنه مرعب حقا ، ومن "هم"؟؟..... لا تستعجلوا سنتكلم عنها قريبا.
ربما يقول البعض: لماذا لم يذكر ضعف الإيمان و البعد عن الدين و غير ذلك، و أرد: لقد ابتعدت السماء عن الأرض كثيرا، و نحن لم نر أي من الرسل و لا أمل أن نرى المزيد منهم، و الإسلام الموروث لم ينفعنا، لذا لا وسيلة لنا لتكوين إيمان حقيقي و إسلام حقيقي إلا العلم (الذي هو ضد الجهل).
ولتسامحني أخي الكريم ؛ متصفح هذه المدونة ، فلربما أطنبت في الحديث عن هذين السببين أو العاملين لأني أراهما رأس البلاء ، و ربما عدت إليهما بالحديث مرارا و تكرارا.

لا يخفى على إي عاقل منصف أن النظام التعليمي الرسمي العربي ساقط، راسب بامتياز، و لكننا سنترك الحديث عن ذلك حتى نبدأ بتناول الجانب الذي يخص "هم" ... لا تنسوا.
و دعونا الآن نتحدث عما يخصنا.
إن أي راصد لواقعنا العربي لا يمكنه إنكار هول التردي الذي وصلنا إليه، و حجم التحديات المفروضة علينا إذا أردنا النهوض من سباتنا الطويل. و للتدليل على حجم هذا التردي أسمحوا لي بنشر بعض الإحصائيات.
في إحصائية صدرت عن منظمة اليونيسكو سنة 1996 يتضح حجم الهوة الشاسعة التي تفصل بين الوطن العربي (250 مليون نسمة، و 6759 إصدار في السنة)، و بين بلاد ليست متقدمة كثيرا مثل أسبانيا (39 مليون نسمة و 41816 إصدارا) و إسرائيل (4.5 نسمة و 4708 إصدارات) . و من الواضح أن العلة تعود ليس فقط للأمية الأبجدية، و إنما أيضا للأمية الثقافية، و العزوف عن القراءة. رغم أن أول أمر أمرنا به رب العزة لم يكن الصلاة أو الصوم أو الصدقة ، بل القراءة.
و تتضح صورة المأساة أكثر إذا علمنا أن معظم الكتب المؤلفة و المترجمة هي في مجالات الأدب و السياسة و التاريخ و ما شابه، أما العلوم و التكنولوجيا فهي مؤجلة إلى أجل غير مسمى.
كما أن إجمالي الكتب المترجمة منذ عهد أمير المؤمنين "المأمون بن هارون الرشيد" - و هو أكثر الأمراء العرب اهتماما بالترجمة – و حتى يومنا هذا هو حوالي عشرة آلاف كتاب، أي ما تترجمه إسرائيل كل 25 سنة، و ما تترجمه البرازيل كل أربع سنوات و ما تترجمه أسبانيا كل سنة، (هذا في التسعينات و العدد عندهم في تزايد مستمر مع تقدم العلم التقنيات المساعدة على الترجمة).
و بالنسبة لكتب الأطفال فالصورة أشد قتامة، فما يطبع من كتب الأطفال (غير المدرسية) في العالم العربي يقل عن عشر العدد الذي يطبع لهم في بلجيكيا رغم أن تعدادها لا يزيد عن 8% من سكان العالم العربي (الأرقام من مجلة العربي - عدد 509 أبريل 2001) .

أما عن متوسط وقت القراءة لدى الفرد العربي هو ................. دقيقتان في السنة (ياللهول) مقابل 200 ساعة في السنة للفرد الغربي.
http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_veiw.asp?FileName=44175541420070227092124

بعد هذا كله أما زلت ترغب في الاحتجاج، و تعتقد أنه يجب أن يكون لنا مكان على الكرة الأرضية ... أنت تمزح بكل تأكيد.
و للحديث بقية إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من فضلك ضع تعليقا قبل أن تغادر