الثلاثاء، ٢١ ربيع الآخر ١٤٢٨ هـ

هم و نا


بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين

لقد شدني عالم التدوين منذ فترة ليست بالقصيرة ، و كنت ( و لازلت ) أطلع على العديد من المدونات، العربية و الأجنبية، و يبدو أن الأجانب قد سبقونا في عالم التدوين (كما سبقونا في المجالات الأخرى) أو أنهم تعودوا على الكتابة منذ نعومة أظافرهم، و لكن المدونات العربية لا بأس بها حيث أنها لا تخلو من الطرافة ، و القليل من الفائدة.
و لكن مأخذي الأهم على المدونات العربية أنه يغلب عليها طابع التشاؤم و السلبية (الكل يلعن الظلام و لا أحد يوقد شمعة) ، و لا أدري لماذا ! ربما أن ذلك من صميم تكويننا أو ثقافتنا العربية التي توارثناها ، ربما منذ الغزو المغولي؛ أسهل طريقة لحل المشكلة هي أن نلقي اللوم على الآخر ، أي آخر ، لا يهم، المهم أن أشعر نفسي و لو بقليل من الرضا ، حيث أني لست سبب المشكلة، و لكن من الجيد أن نعترف على الأقل بأن هناك مشكلة ، أو مشاكل، و مشاكل لا منتهية، فربما أدى بنا ذلك ، في يوم من الأيام ، إلى البحث عن حلول لهذه المشاكل، ليس لوم الآخر بالطبع ، فهذا الحل سهل و معروف و لذيذ، و هو في متناول الجميع.
و الآخر عندنا يأخذ صورا عديدة متنوعة فقد يكون مديري في العمل، أو زوجتي، أو جار السوء أو رفاق السوء أو الحكومة أو الحاكم، أو الاستعمار أو "هم".
هم الذين يجب أن يفعلوا، و هم الذين لم يوفروا ، و هم الذين خربوا ، و لولا أن "هم" فعلوا كذا لكنت أنا فعلت كذا و كذا .
لا تخافوا ، أنا معكم أن "هم" لهم دور في المشكلة ، و لكن لنكن صريحين (بيننا و بين أنفسنا على الأقل) أن " نا" أيضا لنا دور ، و أنا أجزم أنه الدور الأكبر في المشكلة.
و فوق هذا كله لا يجب أن ننسى أن "هم" جزء من" نا " يعني من طينتنا، من طبيعتنا، من ثقافتنا، و بكلمات أخرى (جارحة قليلا) لو كن " نا" بدل "هم" لفعلنا مثل"هم". و ربما أسوء من "هم".
في الحقيقة لقد فكرت كثيرا قبل أن أبدا الكتابة ، و لم أعرف من أين أبدأ ، فكلما حاولت ؛ وجدت الأفكار تتزاحم في رأسي و الكلمات تتزاحم بين أناملي إلى درجة أوقفتني عن الكتابة مرات عديدة ، و لكني قررت أن أبدأ كيفما اتفق، و سأورد الأفكار تباعا ، و غالبا لن تكون بترتيب مسبق، و لكن أفضل لها أن تخرج بدل أن تبقى هناك في رأسي تؤرقني و لا يراها أحد غيري.

عندما أجلس على الصخرة الصلدة قرب كوخي على قمة الجبل و أنظر إلى السفوح و السهول الشاسعة والوديان الممتدة و تشرق شمس الصباح في وجهي أشعر بنفحات نورانية تمنحني نشوة و جذلا لا يوصفان، و أحس بأني أنظر إلى الأمور بعين بصيرتي نظرة واسعة شاملة ، تماما كما أنظر بعين بصري،و أشعر بالدهشة تتملكني، و أتمنى لو أن الكثيرين يشاركونني هذا الشعور الجميل.
و لكن عندما أعود إلى صخرتي وقت الغروب أجدني مثقلا بهموم لا حصر لها، هذا يوم آخر قد مضى و انتهى و نقص من عمري و لا يمكنني استرجاعه أبدا، ترى ماذا حققت فيه؟ هل زادت فيه آلام البشرية أم نقصت، هل قويت فيه شوكة الحق و الخير، أم الباطل و الشر، دفق المعلومات الذي يأتيني خلال النهار -عن طريق أعواني السبعة - مرعب و مخيف، و لا يكاد العقل البشري يستوعب بعضه ، فإن فعل فهو يفضل ألا يصدق، فإن صدق فهو يحاول أن ينسى أو يتناسى، و لكن لا محيص....
أراكم قريبا إن شاء الله و كتب لي يوما آخر أو أياما أخرى في هذه الحياة

هناك تعليقان (٢):

  1. شيخ الجبل اولا اشكرك لجهدك وارجوك لا تيأس ربما من خلال هذه المدونة سيستفيق عدد من العرب ليعلموا ما يخطط لنا وللعالم , سبق و قرات هذه المعلومات لكن بالانكليزية وتعرفت من خلال الانتريت وخصوصا يوتب على النظام العالمي الجديد فهناك مجموعة تلتقي تسمى بيلدر بيرغ تفاجات بوجد اسماء لاشخاص معروفين في العالم العربي والاسلامي من ضمن الحاضرين لهذه الاجتماعات احمد الجلبي عراقي وخاتمي ايراني وفؤاد عجمي لبناني امريكي وزياد ابو عمرو فلسطيني وسياسيين اتراك تجد الاسماء في هذا الرابط
    http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_Bilderberg_attendees#UN.2C_WTO.2C_NATO_and_other_International_Organizations
    http://www.infowars.com/images2/nwo/bilderberg/bbg_list_page_03.jpg

    كنت اتمنى ان املك قدرة على الترجمة لنقل المعلومات لكن الحمدالله وجدت مدونتك وستساعدني في نشر هذه المعلومات
    مرة اخرى اشكرك وارجو ان تشاهد افلام اليكس جونز على اليوتوب وموقعه على الانتريت www.infowars.com

    ردحذف
  2. اخي في الله بارك الله فيك يرجى توضيح هذه النقطة

    عرفنا ان من بعد الطوفان لم ينج منه احد غير اللي كانوا في سفينة سيدنا نوح علية السلام وهم ابناءه الثلاثة وبعض من قومه وان معظم البشر حاليا هم سلالة نوح وعلى حسب التحليلات التي قرأتها ان الدجال من سلالة نوح وهنا قرأت تحليلك انه قابيل قاتل اخاه هل قابيل كان في السفينه مع سيدنا نوح يرجى توضيح هذه النقطة ان امكن

    ردحذف

من فضلك ضع تعليقا قبل أن تغادر