الثلاثاء، ٦ رمضان ١٤٢٨ هـ

طوبال قايين

توبال قايين، طوبال قايين، طوبى لقايين

كلمات أو كلمة يفهمها الماسون جيدا ، إنها تحيتهم السرية أو كلمة السر التي يتعارفون بها
و الحقيقة أن التهجي الثالث هو الصحيح، و الباقي تحريف مقصود أو غير مقصود، نعم طوبا لقايين.
و كلمة طوبا تعني المجد أو العظمة أو الهناء
و قايين هو قابيل ابن آدم حسب ما ورد في التوراة
لماذا قايين (أو قابيل) بالذات

حتى نفهم، لنرجع إلى الخلف قليلا، حوالي مليوني سنة من عمر الزمن
نعم قليلا.. إذا علمنا أن عمر الأرض هو حوالي 2 – 4 مليار سنة حسب تقديرات علماء،و عمر البشرية على الأرض لا يتجاوز المليوني سنة ، أما عمر الحضارة المعاصرة (الثورة الصناعية الأخيرة) فلا يتجاوز المائتي سنة.
قال تعالى:

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) المائدة.

أما النص التوراتي فهو كالتالي

وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين.وقالت اقتنيت رجلا من عند الرب. ثم عادت فولدت أخاه هابيل وكان هابيل راعيا للغنم وكان قايين عاملا في الأرض ". وتستمر الأحداث ممهدة لنا حسب النص التوراتي قضية القتل فيقول النص:" وحدث من بعد أيام أن قايين قدم من أثمار الأرض قربانا للرب. وقدم هابيل أيضا من أبكار غنمه ومن سمانها. فنظر الرب إلى هابيل وقربانه. ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر. فاغتاظ قايين جدا وسقط وجهه. فقال الرب لقايين لماذا اغتظت ولماذا سقط وجهك. إن أحسنت أفلا رَفْعٌ.وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها. وكلم قايين هابيل أخاه. وحدث إذ كانا في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله ".فقال الرب لقايين: أين هابيل أخوك.فقال لا أعلم. أحارس أنا لأخي.
فقال ماذا فعلت. صوت دم أخيك صارخ إلي من الأرض. فالآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك. متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها. تائها وهاربا تكون في الأرض. فقال قايين للرب ذنبي أعظم من أن يحتمل أنك قد طردتني اليوم عن وجه الارض ومن وجهك أختفي وأكون تائها وهاربا في الأرض. فيكون كل من وجدني يقتلني. فقال له الرب لذلك كل من قتل قايين فسبعة أضعاف ينتقم منه. وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده ".


يظن بعض المفسرين أن قابيل و هابيل هما أول أبناء آدم و حواء عليهما السلام، و لكن لا دليل على ذلك إطلاقا، و قد ذهب بعض الجهال إلى أنهما الإبنين الوحيدين لآدم، و هو ضرب من الحمق
أما ما اتفق غليه المفسرون هو أنهما إبنين لآدم من صلبه .




و سواء كان ذلك صحيحا أم لا، فأغلب الضن أن القصة حدثت منذ زمن طويل، المرجح أنه قبل عهد سيدنا موسى عليه السلام ، و المؤكد أن أحد الرجلين قتل أخاه (قايين قتل هابيل)، و قد نفرد مقالة مستقلة مستقبلا لدراسة هذه القصة أو هذه النصوص



و تذكر النصوص الدينية المصرية القديمة أن الإله حورس (حوريس باللهجة الفرعونية) و هو إله الخير قد تقاتل مع الإله "ست" و هو إله الشر ، و رغم قوة "سث" الذي تمكن من فقأ أحدى عيني حوريس ،إلا أن الأخير تمكن من قتل "ست". علما بأن الحضارة الفرعونية تعود جذورها إلى حوالي عشرة آلاف سنة (أو خمسة عشر ألف سنة) على أقصى تقدير.
و لا ننسى أن الكثير من المفسرين (تفسير ابن كثير، و الطبراني ، و السنن الكبرى و شعب الإيمان للبيهقي، و مستدرك الحاكم و غيرهم) قالوا بأن سيدنا "شيث" (لاحظ : شيث و سث!) هو ابن آدم لصلبه ، و هبه الله إياه تعويضا عن أخيه هابيل الذي قتل، و شيث حسب رواية التوراة هو الوحيد من أبناء آدم الذي ولد فردا بدون توأم


المعركة بين سث و حورس - كما تصورها الجمعية
حسنا،، ألا يحتمل بأن شيث حاول الانتقام لأخيه المقتول هابيل؟

تقول رواية التوراة بأن الله قد لعن قابيل (قايين) بعد أن فعل فعلته و طرده أو حرمه من رحمته مطلقا، فطلب قابيل أن يمهله (كما أمهل إبليس اللعين) و أن يجعل له علامة حتى لا يتمكن أحد من قتله، ترى ما هذه العلامة؟ و رغم أنه سيعيش شريدا طريدا مبغوضا من الناس إلا أن هذه العلامة ستحميه.



حورس - أو قايين متخفيا



يقول علماء الأحياء و البيولوجيا أن الإنسان القديم كان يتميز بحاسة سادسة تحميه من الحيوانات المفترسة و مصادر الخطر، و لولا هذه الحاسة لانقرض الجنس البشري، لأنه كان أضعف كثيرا من غيره من المخلوقات ، و أن هذه الحاسة السادسة مصدرها الغدة الصنوبرية التي تقع في دماغ الإنسان، فماذا لو تضخمت هذه الغدة و تضاعفت قوتها عدة أضعاف؟ ألن يملك الإنسان قوى خارقة تميزه كثيرا عن باقي البشر؟ أظن أن ذلك ممكن. جحوظ في إحدى العينين و انتفاخ في الصدغ، علامة واضحة أستطيع تمييزها حتى في هذه الأيام عند بعض الأشخاص الذين يملكون قدرات استثنائية

لو أن هذه الاحتمالات صحيحة، فنحن إذا أما شخص معمر (من المنظرين حتى آخر الدنيا) أي لديه الوقت الكافي لتعلم ولعمل ما يريد - و هو يتمتع بقوى خارقة، و هو في نفس الوقت يائس من رحمة الله، حاقد على البشرية ، ما أشبه هذا الإنسان بإبليس، بل قل هو الصورة البشرية لإبليس، و لا عجب أن يتم اتحاد من نوع ما، بين الاثنين
و إذا صحت النصوص الدينية المصرية ؛ ألا يحتمل أن يكون النبي شيث عليه السلام هو (ست) و أن حوريس هو قايين بلحمه و دمه، و الجميع يعرف أن المنتصر يقلب الحقائق دائما لصالحه فيصبح بالتالي شيث أو ست (حسب اللهجة الفرعونية) هو إله الشر، و حوريس هو إله الخير ، ثم يمجد تلك العين التي خسرها في معركته القديمة ، و تصبح مصدرا للفلسفة المصرية القديمة ، بل و معظم العلوم التي كانوا يملكونها.



عين حورس المقدسة



شرير، خارق القوى، معمر، بعين واحدة (أعور)... ترى على من تنطبق هذه الصفات

ظهور آخر للشرير الخارق في عهد سيدنا موسى عليه السلام

إن سيدنا موسى معروف بالشدة و العصبية و عدم التهاون في الحق

قال تعالى
وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98) طه

واضح من الآيات أن سيدنا موسى عليه السلام لم يتهاون حتى مع أخيه (وهو نبي كذلك)، إلا أنه تهاون كثيرا مع السامري (و هو صاحب الفعلة الأصلي) ، ألا تعتقدون أنه عرفه، و أنه عرف بأنه لا يمكن المساس به أو قتله مهما فعل ، و اكتفى بتدمير الدمية التي صنعها و أضاع عليها وقتا طويلا و جهدا كبيرا (وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا) ، ثم أن هذا الرجل يتمتع بقدرات استثنائية (بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ)، و إذا كان قد عرفه فورا فلم يمسسه ، فذلك يعني أن العلامة واضحة

البعض يخلط بين السامري و العبد الصالح الذي قصده سيدنا موسى لطلب العلم، و شتان بين الاثنين ، فذلك كافر و هذا صالح

و لكني أظن أن الشبه كبير جدا بين السامري و قايين ، كأنه هو


شرير خارق معمر أعور .. و لكن ماذا عن صفاته الأخرى هل يبدو عجوزا أم شابا؟ هل هو قبيح الشكل أم لا؟ هل، هل.. ربما تحدثنا عن ذلك لاحقا

طوبال قايين .. طوبى لقايين نفس النطق، رغم اختلاف طريقة الكتابة.. تحية الماسون لا تنسوا.