الثلاثاء، ٥ جمادى الأولى ١٤٢٨ هـ

حرب أم سلم؟

حرب أم سلم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
هل نحن في حالة حرب أم في حالة سلم؟
إذا قلت : سلم، فأنت مخطئ، مخطئ جدا
بل ليس ذلك فقط ، إنما المعارك دائرة على قدم وساق،،، و لا تستعجلوا فسأوضح الأمر حالا.إن الحروب العصرية ذات أشكال متعددة و متنوعة، منها ما هو ظاهر، و منها ما هو خفي، و لكنها تشترك جميعا في عامل أساسي واحد. إنه العلم و المعرفة (من يملك منها أكثر فهو الأقوى) ، صحيح أن كل حرب تحتاج إلى شجاعة ، و لكن للأسف تقلص دور الشجاعة في الحروب المعاصرة كثيرا، و حتى في الأزمنة القديمة كانت الشجاعة هي من آخر ما يحتاج إليه المحارب، حيث قال الشاعر
الرأي قبل شجاعة الشجعان ،،،،، هي أول و هو المحل الثاني
و الآن ، ما هي أشكال الحرب التي نخوضها (أو في الحقيقة، التي تشن علينا من طرف واحد)؟
الحرب العسكرية الميدانية ، على جبهات العراق و فلسطين و لبنان و أفغانستان و الشيشان و غيرها
الحرب الاقتصادية ، و تتمثل في إتباع كافة الوسائل لاستنزاف ثرواتنا و الحرص على أن نبقى سوقا لمنتجات الغرب، أي أن نكون أمة مستهلكة لا منتجة ، ثم يتشدق المأفون "هنري كيسنجر" و أمثاله، و يسموننا بالأكلة عديمي الفائدة، الذين يجب التخلص منهم
الحرب الإلكترونية (تسمية غريبة ؟؟) نعم الحرب الإلكترونية، إن التقنيات العالية المستخدمة في الكثير من الأجهزة الإلكترونية التي نستوردها و نستعملها بشغف ، تحتوي في داخلها على عوامل للتدمير، فمنها ما يستعمل للتجسس ، و منها ما يستعمل لتدمير الجهاز العصبي أو غيره من أجهزة الجسم ، أو لزرع الأمراض الخبيثة و تقصير عمر الإنسان، و غير ذلك (لاحظوا أن معظم كميرات الدردشة على النت هي على هيئة هرم فوقه عين) سأعود إلى هذا الموضوع بالتفصيل
الحرب البيولوجية: نعم إنها قائمة الآن، الأدوية ، الأمصال، المعلبات، البذور و المنتجات الزراعية المعدلة جينيا، الأسمدة الكيماوية، و المبيدات الحشرية، الغازات المستخدمة في الأجهزة المختلفة و غيرها
الحرب النفسية و الثقافية و الإعلامية، و هي أخطر هذه الحروب على الإطلاق، إنها تهدف إلى تغيير عادات و تقاليد و ثقافات و موروثات و أخلاق المجتمعات، فيما يسمى بـ (التعديل السلوكي) و ذلك بما يتمشى مع أهدافهم الخبيثة -لا تنسوهم
.أرأيتم كيف أن الحرب دائرة و باستخدام كافة الوسائل (من صواريخ كروز و بيرشنغ، حتى أدوية الصداع) ، سيشك الكثيرون في كلامي، أو سيحاول أن يتناساه حتى يمنح نفسه جانبا من الارتياح النفسي، و لكن صدقوني، جدكم شيخ الجبل يعرف الكثير ، و لنا عودة تفصيلية لما سبق ذكره
!!!المهم الآن ... ماذا نفعل؟ نقاتل؟ نهاجم؟ نشن هجمات انتحارية إرهابية ؟ سخف
أقول لكم الجواب بسيط: يفعل كل منا ما في وسعه، ما لا يضر، و أكرر : ما في وسعه، كل ما في وسعه، بحزم و عزم و صدق و إخلاص، المهم أن نستفيق . صحيح أن الحرب قد بدأت منذ زمن ليس بالقصير ، و لكن الوقت لم يفت بعد، يمكننا أن نستدرك الأمر، و نرد كيد الأعداء بل و حتى ننتصر عليهم إن شاء الله
و من يتبع السنن الشرعية ، يسخر له الله السنن الكونية، و يمده بتأييد من عنده
صدقوني هذا أمر مجرب لا شك فيه فلنبدأ الآن ، الآن و ليس غدا. لنبدأ بتنفيذ الأمر الإلهي الأول ( اقرأ بسم ربك) ليس بسم المصلحة، أو بسم الشعب، أو بسم الحزب، أو غيرها، بل بسم ربك، و على فكرة فمن الآن و صاعدا اعتبروا أنهم، أعداء ليس للعرب أو المسلمين فقط، بل للشعوب عربها و عجمها، مسلمين و مسيحيين و يهود و غيرهم. و لكن العبء الأكبر يقع على كاهل المسلمين العرب ،ثم المسلمين كافة لأنهم حملوا اللواء أولاً، و يجب أن يحملوه أخيرا. و إلى لقاء قريب إن شاء الله تعالى