السبت، ١٠ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

الجمعية تحارب الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا و قائدنا و معلمنا الرسول الصادق الأمين و على آله و صحبه الغر الميامين و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
تعبت الجمعية و ذاقت الأمرين و هي تحاول تحريف الدين المسيحي و جندت لذلك المئات أو الآلاف من أتباعها و على رأسهم ثلاثة من أعظم عملائها و أشدهم دهاء و عبقرية، و هم: شاؤول (بولس) و هيرودس (ملك اليهود المكلف من قبل الحاكم الروماني)، و حيرام أبيود (المؤسس الفعلي للماسونية الحديثة).
و قد ظنت و ظن زعيمها بأن الأمر قد استتب لهم (بخلق فكرة الإله المرئي الذي سيعود يوما إلى الأرض و ينقذ البشر) و ذلك تمهيدا لعبادة الزعيم الدجال.
إلا أنهم لم يكادوا يتنفسون الصعداء حتى ظهر هذا الرسول الجديد و الدين الجديد الذي بدأ ينتشر بين البشر المشتاقين للعودة إلى فطرتهم، إلى ما يرضي عقولهم و تهدأ به نفوسهم من الإيمان بوجود خالق واحد يهتم بهم و يرعاهم و يرزقهم و يحميهم، البشر الذين ترنو نفوسهم إلى العدل و الأمان و العزة و الكرامة
الجمعية لا تكل و لا تمل في سعيها الدءوب لتحقيق هدفها الأسمى: ترك عبادة الخالق الواحد و الانصراف إلى عبادة الشيطان و الدجال (لأغوينهم أجمعين). و لكن ماذا يمكن أن تفعل الجمعية و عملائها أمام بضعة مئات من الجنود يدعمهم آلاف من الملائكة المدججين، و يقودهم أعظم إنسان في التاريخ، مؤيد بالمعجزات الإلهية.. الأمر لم يكن سهلا.. لم يكن سهلا على الإطلاق.
حسنا.. لم يكن أمامهم إلا الصبر و اللجوء إلى الحيلة و المكيدة و التدبير في الخفاء: ما دامت الجيوش لا تجدي نفعا فليبدأ التدمير من الداخل، و على المدى الطويل.
و بدأت خيوط المكيدة الأولى تحاك عن طريق اختيار عملاء متميزين .. تماما كما فعلت لمحاربة دين المسيح، و حتى لا نطيل .. فقد وقع الاختيار على اثنين من العملاء الدهاة الحاقدين:
كعب الأحبار (كعب بن ماتع الحميري)
، و
عبد الله بن سبأ و كلاهما كانا من يهود اليمن على أرجح الأقوال؟؟؟؟ و عموما فهما لم يظهرا إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، أي أنهما لم يكونا معروفين لدى سكان مكة أو المدينة أو ما جاورهما.
انتسب اليهوديان (أو عضوي الجمعية) إلى الإسلام ، و أغلب الظن أنه كانت تربطهما ببعضهما علاقة وطيدة ، وقد كان سهلا على من يملك ذلك القدر من الدهاء و تدعمه الجمعية بعلومها و أموالها أن يتصل بمراكز الحكم و السياسة في مجتمع بسيط و شبه بدائي، وقد كان الأول (كعب) على اتصال وثيق بالروم و يهود الشام أما الثاني فقد كان على اتصال بالفرس (الذين دمرت إمبراطوريتهم و قتل رجالهم و سبيت نسائهم على يد المسلمين و لم يبق لهم إلا المكيدة و الدسيسة، و هو أسلوب الطرف الأضعف دائما).
و كطبيعة العملاء الكبار دائما، فهم - بالإضافة إلى دورهم الشخصي – يلجئون إلى تجنيد عملاء صغار داخل صفوف العدو (المسلمين في ذلك الوقت) و أغلب الظن أن رجلينا نجحا في تجنيد بعض صغار الصحابة سواء عن علم منهم أو عن جهل (أدرس سيرة الصحابي أبو هريرة مثلا – رضي الله عنه و غفر لنا و له - و اقرأ ما بين السطور .. من أي بلد هو؟؟؟)
ثم أن هناك أمر آخر ..لم يذكر التاريخ إطلاقا أن النبي صلى الله عليه و سلم قتل أحد من مشركي مكة عند الفتح، إلا ما كان من الفرقة التي اشتبكت مع خالد ابن الوليد أثناء دخول المدينة)، و يدخل فيمن بقي بمكة؛ كهان و سدنة الكعبة و كبار المناوئين السابقين للنبي و الذين سلبوا سلطتهم و تضررت مصالحهم، و هؤلاء كانوا من دهاة القوم و بلغائهم و خبثاءهم ... ظاهريا يفترض أنهم دخلوا الإسلام، و لكنهم في الواقع اختفوا داخل المجتمع الإسلامي و كان من السهل على الجمعية العثور عليهم و تجنيدهم كطابور خامس ، إضافة إلى عدد من أبناء اليهود الذين تم استرقاقهم في بعض الغزوات بعد أن قتل آباؤهم و سبيت أمهاتهم (و معظمهم كانوا من الأغنياء الذين يعيشون في رفاهية نسبية)


إذن فقد كان هناك العديد من الفرص التي يمكن للجمعية استغلالها، و لم تكن الأخيرة لتغفل عن ذلك أو تقصر
،، و مضت المكيدة في طريقها.
كان المخطط يقضي بالآتي:
1. الطعن في صحة الإسلام و محاولة رد المسلمين (من العرب و غيرهم) إلى دياناتهم السابقة.
2. تحريف النصوص الدينية بقدر المستطاع عن طريق تلفيق الأحاديث أو التغيير فيها.
3. تفريق جماعة المسلمين بقدر المستطاع حتى يسهل السيطرة عليهم، و افتعال أكبر قدر من الحروب و المشاكل و الأحقاد فيما بينهم.
و قد نجحت الجمعية – نجاحا مؤقتا – في البند الأول من المخطط عن طريق إغراء عدد من زعماء القبائل العربية بالارتداد عن الإسلام و بالتالي ارتداد القبائل نفسها، إلا أن حزم الخليفة حرمها من الاستمتاع بلذة النصر طويلا.
أما بالنسبة للبند الثاني فقد جاءت محاولاتها لتحريف القرآن (عن طريق بعض مدعي النبوة) هزيلة مبتورة و مثيرة للسخرية ، نظرا للطبيعة الخاصة للتركيب اللغوي القرآني .. و سرعان ما تم تعديل المخطط للبدء بوضع و تحريف الأحاديث.
راجع كتاب:
جناية البخاري و مقالات الأستاذ إسلام البحيري بمجلة اليوم السابع (ليس كل ما يكتبه صحيحا و لكنه يثير فينا التساؤلات و الرغبة في الاطلاع) تم
أما البند الثالث فكان له الحظ الأوفر من النجاح ، حيث تم تقسيم المسلمين إلى فرقتين رئيسيتين ثم تقسيم كل من تلكم الفرقتين إلى فرق فرعية وهكذا، فقام عميل الجمعية عبد الله ابن سبأ ، مستغلا بعض الأوضاع السياسية القائمة حينذاك ، و مستعينا بعدد من حلفائه الفرس المندسين في المجتمع الإسلامي الناشئ ؛ بإنشاء ما يسمى اليوم بفرقة الشيعة، بينما تولى العميل الآخر كعب الأحبار أمر ما يسمى اليوم بفرقة السنة ، و استمر التقسيم على قدم و ساق إلى يومنا هذا ، و كل فرقة تؤكد بأنها الوحيدة على صواب بينما تعتبر باقي الفرق (فرق ضالة) إن لم تكن كافرة.

فتم تقسيم فرقة الشيعة إلى عدة فرق سميت باسماء مختلفة مثل:
الكيسانية – المختارية – الزيدية - النزارية - الإمامية – الإثنا عشرية – الهاشمية – السميطية– الناوسية – البزبغية – القرامطة – الحشاشون – الفطحية – الواقفية – النفيسية – الجنينيون – الثلاث عشرية – الفاطميون – النصيريون – العلويون – الدروز.
للمزيد

و كذلك كان الحال مع فرقة السنة حيث تم تقسيمها بنفس الطريقة إلى عدد من الفرق الفرعية مثل:
الحنفية – المالكية – الحنبلية – الشافعية – الليثية – الأوزاعية - الخوارج – الإباضية – المعتزلة – الظاهرية – الجبرية – القدرية - الأشاعرة – الماتريدية – الصوفية (و تنقسم بدورها إلى العديد من الطرق مثل القادرية و الشاذلية و البرهانية و السنوسية و الأسمرية و الزروقية و الرفاعية وغيرها كثير). بالإضافة إلى فرق حديثة مثل: الوهابية و الإخوان المسلمين و التكفير و الهجرة و السلفيون و غيرهم.
للمزيد
ثم انشقت عن الفرقتين فرق أخرى اعتبرت أديان قائمة بذاتها مثل القاديانية و البهائية (و هذه طبعا خارج موضوع البحث).

ما يهمنا هنا أن هذه الفرق العديدة لم يكن لها وجود في عهد النبوة و لا يجب أن يكون لها وجود الآن (معظم الأسماء السالفة الذكر يتم اختراعها من طرف الجمعية وإطلاقها من قبل الفرق الأخرى و غالبا لا تكون مقبولة من أعضاء الفرقة نفسها إلا ما ندر)


و الفرقة الوحيدة التي كانت موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم، و يجب أن تبقى الآن هي : المسلمين

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }الحجرات11

و عن طريق تحريف ووضع نصوص العديد من الأحاديث و كذلك من خلال محاولات التفسير (و التأويل) التي تمت للقرآن، بالإضافة إلى تفشي الجهل و التعصب الأعمى بين المسلمين فقد استطاعت الجمعية إدخال العديد من الشوائب و المعتقدات الزائفة في صلب الدين الإسلامي، كما تمكنت من وضع تعقيدات و متناقضات عديدة سواء على صعيد المعتقد أو على صعيد العبادات أو المعاملات، ما سمح بظهور تلك الفرق جميعا (كما حدث مع الأديان السابقة)



و لا أظنني في حاجة إلى إثبات ذلك فحال المسلمين اليوم لهو خير دليل على ما أقول
و الله ولي التوفيق.





لا تنسوا

من فضلك ضع تعليقا هنا قبل أن تغادر