هل مازلت تعتقد أن لك الحق في تنفس جزء من هواء العالم؟ لا شك أنك تمزح !
الجمعة، ١١ مايو ٢٠٠٧
شوية أرقام زيادة ... إمسك أعصابك
هل مازلت تعتقد أن لك الحق في تنفس جزء من هواء العالم؟ لا شك أنك تمزح !
ما هي الأسباب
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا ما هي الأسباب التي تخص"نا"
إننا لو عرفناها ربما استطعنا تلافيها و بالتالي حل جزء مهم من المشكلة ، و كما يقال: التشخيص نصف العلاج، وفي بعض الأحيان يكون أهم من ذلك بكثيرو هناك في نظري سببين رئيسيين ، و يمكن أن تكون باقي الأسباب ‘ما تفرعات منهما أو نتائج لهما:
الجهل
إضاعة الوقت
و بالتأكيد فإن لـ"هم" أثر هام في وجود هذه الأسباب و لكننا نستطيع - إذا أردنا- أن نغير الكثير في واقعنا ، و إرادتـ"هم" و مخططاتـ"هم" و برامج"هم" ليست قدرا محتوما ينبغي أن نستسلم له، خاصة إذا عرفنا حقيقة هذه المخططات و البرامج ، و الهدف منها، و ما أدراك ما الهدف منها، إنه مرعب حقا ، ومن "هم"؟؟..... لا تستعجلوا سنتكلم عنها قريبا.
ربما يقول البعض: لماذا لم يذكر ضعف الإيمان و البعد عن الدين و غير ذلك، و أرد: لقد ابتعدت السماء عن الأرض كثيرا، و نحن لم نر أي من الرسل و لا أمل أن نرى المزيد منهم، و الإسلام الموروث لم ينفعنا، لذا لا وسيلة لنا لتكوين إيمان حقيقي و إسلام حقيقي إلا العلم (الذي هو ضد الجهل).
ولتسامحني أخي الكريم ؛ متصفح هذه المدونة ، فلربما أطنبت في الحديث عن هذين السببين أو العاملين لأني أراهما رأس البلاء ، و ربما عدت إليهما بالحديث مرارا و تكرارا.
لا يخفى على إي عاقل منصف أن النظام التعليمي الرسمي العربي ساقط، راسب بامتياز، و لكننا سنترك الحديث عن ذلك حتى نبدأ بتناول الجانب الذي يخص "هم" ... لا تنسوا.
و دعونا الآن نتحدث عما يخصنا.
إن أي راصد لواقعنا العربي لا يمكنه إنكار هول التردي الذي وصلنا إليه، و حجم التحديات المفروضة علينا إذا أردنا النهوض من سباتنا الطويل. و للتدليل على حجم هذا التردي أسمحوا لي بنشر بعض الإحصائيات.
في إحصائية صدرت عن منظمة اليونيسكو سنة 1996 يتضح حجم الهوة الشاسعة التي تفصل بين الوطن العربي (250 مليون نسمة، و 6759 إصدار في السنة)، و بين بلاد ليست متقدمة كثيرا مثل أسبانيا (39 مليون نسمة و 41816 إصدارا) و إسرائيل (4.5 نسمة و 4708 إصدارات) . و من الواضح أن العلة تعود ليس فقط للأمية الأبجدية، و إنما أيضا للأمية الثقافية، و العزوف عن القراءة. رغم أن أول أمر أمرنا به رب العزة لم يكن الصلاة أو الصوم أو الصدقة ، بل القراءة.
و تتضح صورة المأساة أكثر إذا علمنا أن معظم الكتب المؤلفة و المترجمة هي في مجالات الأدب و السياسة و التاريخ و ما شابه، أما العلوم و التكنولوجيا فهي مؤجلة إلى أجل غير مسمى.
كما أن إجمالي الكتب المترجمة منذ عهد أمير المؤمنين "المأمون بن هارون الرشيد" - و هو أكثر الأمراء العرب اهتماما بالترجمة – و حتى يومنا هذا هو حوالي عشرة آلاف كتاب، أي ما تترجمه إسرائيل كل 25 سنة، و ما تترجمه البرازيل كل أربع سنوات و ما تترجمه أسبانيا كل سنة، (هذا في التسعينات و العدد عندهم في تزايد مستمر مع تقدم العلم التقنيات المساعدة على الترجمة).
و بالنسبة لكتب الأطفال فالصورة أشد قتامة، فما يطبع من كتب الأطفال (غير المدرسية) في العالم العربي يقل عن عشر العدد الذي يطبع لهم في بلجيكيا رغم أن تعدادها لا يزيد عن 8% من سكان العالم العربي (الأرقام من مجلة العربي - عدد 509 أبريل 2001) .
أما عن متوسط وقت القراءة لدى الفرد العربي هو ................. دقيقتان في السنة (ياللهول) مقابل 200 ساعة في السنة للفرد الغربي. http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_veiw.asp?FileName=44175541420070227092124
بعد هذا كله أما زلت ترغب في الاحتجاج، و تعتقد أنه يجب أن يكون لنا مكان على الكرة الأرضية ... أنت تمزح بكل تأكيد.
و للحديث بقية إن شاء الله.
الأربعاء، ٩ مايو ٢٠٠٧
مشاكل.. مشاكل.. مشاكل
الفقر أو الحاجة، و في أحسن الأحوال عدم تناسب الطموحات مع الإمكانيات.. مما يسبب الإحباطات
الفساد – الإداري و المالي و................ الأخلاقي و هو الأدهى و الأمر.
أولادنا يتعاطون المخدرات و المسكرات و المهلوسات.. و بعضهم يتجر بها.
و بناتنا يبعن أنفسهن بأبخس الأثمان ... و بعضهن يرتدين ثيابا أنيقة و يمتهن التسول .. هذا أشرف طبعا و لكنه مخز.
الصحة بالهووووووووووووووون، و إذا دخلت إلى مستشفى أو عيادة خلت أن الشعب كله مريض، و من لديه سعة من المال يذهب للعلاج بالخارج ، فقد فقدنا الثقة في أطبائنا و مساعدوهم و من له علاقة بهم.
القضاء .. وا عاراه.. وا حشمتاه. أكثر من 80% من القضاة مرتشين و متحيزين و وساطيين ، و من بقي منهم شريفا فلا تدفع إليه إلا القضايا التافهة ، مهما بلغت كفاءته أو خبرته أو درجته العلمية ، و هم يعيشون على الكفاف.
الأسرة مضطربة ، يعني نكد في نكد، الزوجة و الأبناء يطلبون و يطلبون، و الأب ؛ إما أن يمد يده إلى الحرام أو يعيش عمره في النكد. هكذا هي.
أما عن التعليم فتلك الطامة الكبرى ، و مهلكة المهالك ، و إذا ذكرناه فلنندب على الرؤوس و نخمش الوجوه و نشق الجيوب.
ناهيك عن البنية التحتية المتآكلة ، و القمامة و القاذورات التي (تزين مدننا) و السيارات التي من عهد موسوليني ، و لازالت تجوب الشوارع نافثة ما تيسر من الغازات السامة.
و كل موضوع من المواضيع السالفة يمكن الكلام فيه لساعات، و ملئ المجلدات، و لكن لن يعدو ذلك أن يكون من باب "لعن الظلام" فالكل يعرف المشاكل ، بل و أغلبنا يشارك في تفاقمها، و معظم المدونين العرب لا يعدو كونهم يصفون هذه المشاكل و يشتكون منها كل بأسلوبه و على طريقته، هذا أفضل من السكوت طبعا ، و أفضل بكثير من الزعم بأننا نعيش في جنة و عالم طوباوي. و لكن السؤال المهم هو: ما الحل؟
في المرة القادمة سأحاول أن أدردش في الأسباب التي تخص"نا" ثم أنتقل إلى الأسباب التي تخص "هم" فلربما وصلنا إلى حلول عملية و معقولة.
و نراكم قريبا
الثلاثاء، ٨ مايو ٢٠٠٧
هم و نا
بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين
لقد شدني عالم التدوين منذ فترة ليست بالقصيرة ، و كنت ( و لازلت ) أطلع على العديد من المدونات، العربية و الأجنبية، و يبدو أن الأجانب قد سبقونا في عالم التدوين (كما سبقونا في المجالات الأخرى) أو أنهم تعودوا على الكتابة منذ نعومة أظافرهم، و لكن المدونات العربية لا بأس بها حيث أنها لا تخلو من الطرافة ، و القليل من الفائدة.
و لكن مأخذي الأهم على المدونات العربية أنه يغلب عليها طابع التشاؤم و السلبية (الكل يلعن الظلام و لا أحد يوقد شمعة) ، و لا أدري لماذا ! ربما أن ذلك من صميم تكويننا أو ثقافتنا العربية التي توارثناها ، ربما منذ الغزو المغولي؛ أسهل طريقة لحل المشكلة هي أن نلقي اللوم على الآخر ، أي آخر ، لا يهم، المهم أن أشعر نفسي و لو بقليل من الرضا ، حيث أني لست سبب المشكلة، و لكن من الجيد أن نعترف على الأقل بأن هناك مشكلة ، أو مشاكل، و مشاكل لا منتهية، فربما أدى بنا ذلك ، في يوم من الأيام ، إلى البحث عن حلول لهذه المشاكل، ليس لوم الآخر بالطبع ، فهذا الحل سهل و معروف و لذيذ، و هو في متناول الجميع.
و الآخر عندنا يأخذ صورا عديدة متنوعة فقد يكون مديري في العمل، أو زوجتي، أو جار السوء أو رفاق السوء أو الحكومة أو الحاكم، أو الاستعمار أو "هم".
هم الذين يجب أن يفعلوا، و هم الذين لم يوفروا ، و هم الذين خربوا ، و لولا أن "هم" فعلوا كذا لكنت أنا فعلت كذا و كذا .
لا تخافوا ، أنا معكم أن "هم" لهم دور في المشكلة ، و لكن لنكن صريحين (بيننا و بين أنفسنا على الأقل) أن " نا" أيضا لنا دور ، و أنا أجزم أنه الدور الأكبر في المشكلة.
و فوق هذا كله لا يجب أن ننسى أن "هم" جزء من" نا " يعني من طينتنا، من طبيعتنا، من ثقافتنا، و بكلمات أخرى (جارحة قليلا) لو كن " نا" بدل "هم" لفعلنا مثل"هم". و ربما أسوء من "هم".
في الحقيقة لقد فكرت كثيرا قبل أن أبدا الكتابة ، و لم أعرف من أين أبدأ ، فكلما حاولت ؛ وجدت الأفكار تتزاحم في رأسي و الكلمات تتزاحم بين أناملي إلى درجة أوقفتني عن الكتابة مرات عديدة ، و لكني قررت أن أبدأ كيفما اتفق، و سأورد الأفكار تباعا ، و غالبا لن تكون بترتيب مسبق، و لكن أفضل لها أن تخرج بدل أن تبقى هناك في رأسي تؤرقني و لا يراها أحد غيري.

عندما أجلس على الصخرة الصلدة قرب كوخي على قمة الجبل و أنظر إلى السفوح و السهول الشاسعة والوديان الممتدة و تشرق شمس الصباح في وجهي أشعر بنفحات نورانية تمنحني نشوة و جذلا لا يوصفان، و أحس بأني أنظر إلى الأمور بعين بصيرتي نظرة واسعة شاملة ، تماما كما أنظر بعين بصري،و أشعر بالدهشة تتملكني، و أتمنى لو أن الكثيرين يشاركونني هذا الشعور الجميل.
و لكن عندما أعود إلى صخرتي وقت الغروب أجدني مثقلا بهموم لا حصر لها، هذا يوم آخر قد مضى و انتهى و نقص من عمري و لا يمكنني استرجاعه أبدا، ترى ماذا حققت فيه؟ هل زادت فيه آلام البشرية أم نقصت، هل قويت فيه شوكة الحق و الخير، أم الباطل و الشر، دفق المعلومات الذي يأتيني خلال النهار -عن طريق أعواني السبعة - مرعب و مخيف، و لا يكاد العقل البشري يستوعب بعضه ، فإن فعل فهو يفضل ألا يصدق، فإن صدق فهو يحاول أن ينسى أو يتناسى، و لكن لا محيص....
أراكم قريبا إن شاء الله و كتب لي يوما آخر أو أياما أخرى في هذه الحياة