تبدأ قصتنا هذه
المرة كالعادة موغلة في عمق التاريخ ، و في منطقة الأناضول بآسيا الصغرى ، و تحديدا على بحر إيجة.
هذا المكان شهير
جدا ، شأنه شأن كل الأماكن التي ظهر فيها الدجال.
|
موقع مملكة و مدينة طروادة - لاحظ الجزيرة المثلثة |
كلنا يعرف أسطورة طروادة و حصان طروادة و ملك طروادة ،،،، و فيلم طروادة. و كما أسلفنا ، ما من
أسطورة إلا ولها أساس من الواقع.
إنها مملكة طروادة
العظمى ، تلك المملكة التي حكمها بالحديد و النار و المكر و الدهاء و العلم
المتطور؛ ملك غريب ، ليس ككل الملوك.
و لكن نواميس
الكون تبقى دائما هي هي.
يصعد الطغيان
سريعا ثم يسقط سقوطا مدويا.
مملكة طروادة و
تكتب بالفرنسية هكذا Trois و معناها ثلاثة أو الثلاثية أو المثلثة،
وعاصمتها طروادة ، أو "ترويا" و تكتب بالإنجليزية Troja (تذكروا أن حرف J
ينطق باللاتينية ي) ، و باليونانية تكتب هكذا λιον و تعني الأسد، تذكروا
النمرود الأسد ، أسد بابل الذي يكون
أحيانا بجناحين و أحيانا بدونهما (حسب الرمزية المطلوبة) ، و الأسد هو أحد أهم
الرموز الماسونية ، بل هناك مؤسسة ماسونية كبرى تسمى "الليونز" بمعنى
(الأسود) و لها فروع معظم دول العالم بما في ذلك بعض الدول العربية. و الحديث عن
الأسد الماسوني البابلي الفرعوني الطروادي ؛ يطول. و ليس هنا مجاله. و من المهم أن
ننوه أن مدينة طروادة قد أسست في أول عهدها على جزيرة مثلثة الشكل ، ثم توسعت ،
فملك طروادة يعشق الشكل المثلث الذي يمده بالقوة و يستطيع عن طريقه ممارسة الكثير
من الطقوس الشيطانية التي تنشر الطاقة السلبية و تمكنه من السيطرة على ما حوله ، و
هو في نفس الوقت يحب البحر و لا يستطيع الابتعاد عنه كثيرا.
|
تمثال يصور أسدا يضاجع امرأة يرمز إلى النمرود |
إن ما يهمنا في هذه المقالة هو
مصير ملك طروادة بعد أن هاجمها و دمرها الإغريق بقيادة الملك (أغا "م" "ن") أو كما
يكتب حاليا أغاميمنون ، و لنتذكر أن كلمة "أغا" هي كلمة تركية قديمة تعني
السيد أو الرجل الفاضل أو النبيل أما (م ، ن) فهي حروف ذات مغزى خاص متعلق بنبي
الله "يونس" عليه السلام، و سنتطرق له لاحقا إن شاء الله.
ترويا -
أويا - تري بولس - طرابلس - Tripoli
رجوعا إلى صاحبنا الشهير ذو
الأسماء و الألقاب و الرموز ، الملك الأسد أو السمكة إذا استدعى الأمر (راجع
مقالتنا السابقة) و الذي اعتقد الكثيرون أنه مات ، و لكنه لم يمت ، بل تحول إلى
سمكة !!! أو بكلمات أخرى لجأ إلى البحر ، البحر الذي لا يستطيع مفارقته أبدا، و
بينما أبحر اثنان من أبنائه غربا ، أبحر الملك جنوبا. لقد أبحر ثلاثتهم بثلاثة سفن
محملة بالرجال الأشداء و الكنوز و الكتب ، و رست أولى السفن على الشاطئ الجنوبي
لفرنسا حيث قام أحد الأبناء بتأسيس مدينة "باريس" و الثانية واصلت
طريقها غربا حتى الشواطئ البريطانية حيث قام الابن الثاني بتأسيس مدينة لندن (اسست
باسم طروادة الجديدة Caer Troia
ثم دعاها الرومان Londinium
حرفت بعدها إلى London)
، أما السفينة الثالثة و الأهم فأبحرت إلى أن وصلت الشاطئ المقابل من البحر
المتوسط (شمال أفريقيا) و سارت بمحاذاة الساحل لعدة أيام حتى تم العثور على الضالة
المنشودة، جزيرة مثلثة الشكل، إنها طروادة الجديدة أو "ترويا" و التي
سماها السكان المحليين بلهجتهم السريعة "أويا". (راجع كتاب السر الأكبر
لـ ديفد أيك) ص 111.
|
تمثال بجسم أسد و أجنحة نسر و رأس النمرود |
و سرعان ما قام الملك و رجاله
ببناء قلعتهم المثلثة الحصينة ، مستعينين ببعض السكان المحليين ، و التي توسعت
كالعادة لتصبح مركزا تجاريا و عسكريا هاما على شاطئ شمال أفريقيا. و تغير اسم
المدينة بمرور الزمن و تعاقب الحضارات فأصبح Three-poles أو (ذات الثلاثة
أقطاب) ، و استمرت كذلك حتى هاجمها المسلمون - ما اضطر الملك إلى (التحول إلى
سمكة) و ركوب البحر مرة أخرى منطلقا إلى مقره النهائي ، و الذي اختار أن يكون هذه
المرة تحت الماء لا فوق سطحه ، و ذلك في منطقة مثلثة الشكل في عمق المحيط (قبالة
الشواطئ الأمريكية) بعيدا ، بعيدا جدا عن نبي آخر الزمان و عن هؤلاء الذين يتبعونه
و يؤدون الطقوس التي تؤدي إلى تدمير كل ما يجمعه من الطاقة السلبية. أما قلعته و
مدينته فتغير نطقها قليلا حيث نطقها العرب "طرابلس".
أرسطو أم
آرستو؟؟
|
أر ستو - هل يشبه الأوربيين كثير؟ |
و رجوعا إلى الدجال الأكبر و
مدينته (طروادة الجديدة) فقد بدأ من جديد في تأسيس أركان ملكه ، و كان يجمع إليه
من السكان المحليين كل من يأنس فيه موهبة من قوة أو شجاعة أو ذكاء ، و بين هؤلاء
كان غلاما قصير القامة أسمر البشرة يشع من عينيه بريق الفطنة و الذكاء ، و إضافة
إلى قدرته الفائقة على قراءة الوقائع و تحليلها و شرحها و تبسيطها، كان كتوما
يحافظ على الأسرار بشكل مذهل ، حتى عرف باسم " Ἀριστοτέλης" و تنطق بالإغريقية "Aristotélēs"
أي "أرستوتليس" و النطق العربي "أرسطوطاليس" و لم يحاول أحد
على ما نعلم تفسير هذا الإسم ، و السبب هو أنه ليس باللغة اليونانية ، بل باللغة
القديمة للسكان الأصليين الذين بنيت بينهم مدينة طروادة الجديدة ، أو "تري
بولس" أو "طرابلس" ، إنها باللغة التي تسمى الآن بالأمازيغية ، و
هي في الحقيقة نعوت لهذه الشخصية الفذة و ليست مجرد إسم لا معنى له.
إن الاسم أو اللقب هو " آر
ستو " و تتكون من كلمتين: " آر " بمعني فتح أو حل أو فك و تفكيك " و "ستو" بمعنى " خيوط
الغزل الدقيقة " فيكون المعنى (فكاك
خيوط الغزل) ، و هي بسبب قدرة ذلك الغلام على الاستقراء و الاستنباط و التحليل و
التبسيط. أما " تليس " فهي تعني الخزنة السرية الآمنة التي تخبأ فيها
الأغراض الثمينة ، و ذلك بسبب قدرته الفائقة على كتم الأسرار ، و منها السر الكبير
الذي سنكشفه لكم بعد قليل.
في الحقيقة لقد حاول ذات مرة أن يلمح فقال عبارته الشهيرة "ἀεὶ Λιβύη φέρει τι κακόν / καινόν" و معناها تحديدا "ليبيا حبلى بالشر" ثم استعارها المؤرخ "بلليني" Africa semper aliquid novi بمعنى "أفريقيا دائما فيها الجديد" ثم ترجمت إلى الإنجليزية From Africa always comes something new.
لقد ترعرع ذلك الغلام بين أروقة
القلعة المثلثة و ردهاتها التي تغص بالكتب و المخطوطات السرية و المعلنة و نهل من
العلوم و الحكمة في زمان و مكان كانت الحكمة و العلم فيه أندر من الذهب.
الفاتح
الصغير - الكبير، و أستاذه
في تلك الأثناء كان صاحب القلعة
يخطط و يسعى بكل قوته إلى الانتقام من أعدائه الذين دمروا مملكته السابقة (طروادة
السابعة) ، و واتته فرصة إنهاك الأثينيين (الإغريق) بالحرب المقدسة الثانية 356
ق.م - 346 ق.م ، فسلط عليهم جارتهم مقدونيا و على رأسها الملك القوي
"فيليب" الذي قهرهم و باعهم أرقاء. ثم بدأ مخططه السري الرهيب المتمثل
في السيطرة على كل الممالك التي وقعت تحت حكمه طيلة القرون السابقة، و لكن ذلك لم
يكن سهلا على الإطلاق لأنه يحتاج إما إلى نبي مرسل ، أو إلى رجل يملك قوة الشباب و
علم و حكمة الشيوخ ، و هو ما يستحيل توفره عمليا، و لذلك بنا مخططه الجهنمي على
المزاوجة بين رجلين.
كان الأول هو غلامه النجيب "
آر ستو تليس" الذي زرعه في المجتمع اليوناني ) ،كما فعل لاحقا في كثير من المجتمعات("أر ستو" ليس ابن الطبيب اليوناني من صلبه بل اشتراه صغيرا و تبناه) حيث تتلمذ على يد أهم
فلاسفتها و حكمائها في ذلك الحين و هو " أفلاطون " من ناحية ، وتأقلم مع البلاد وانسجم مع أهلها تمهيدا لمهمته الكبرى، و بكلمات أخرى (قام بزرع
زرع عميل سري هناك).
|
الاسكندر الأكبر. ألا تبدو عليه ملامح الطفولة |
أما ضالته الثانية فكان "الإسكندر"
ابن الملك فيليب المقدوني.
لم يعش الاسكندر سوى 33 سنة !!! و
هنا يتبادر إلى كل ذهن مفكر سؤال مفاده: لقد خاض معظم حروبه و فتوحاته و هو شابا
يافعا ، و هزم ممالك ضخمة و جيوشا جرارة. فكيف فعل ذلك؟ و من كان يدعمه بالمال و
السلاح و الرجال؟ ومن أين له كل تلك الخبرة العسكرية و السياسية؟ هل فعل كل ذلك
بنفسه؟ تذكر الحكمة التي تقول: "لا تصدق ما لا يصدق".
و الحقيقة الأقرب إلى كل عقل هي: المال و السلاح المتطور كان يمده بهما صاحب القلعة المثلثة ، أما التخطيط
العسكري و الدهاء السياسي فكانا ملازمين له في شخص أستاذه و وزيره و مرافقه المخلص
، حلال العقد كاتم الأسرار " أر ستو تليس" أو كما تعودنا
"أرسطوطاليس" ، و حتى عندما بلغ ذلك الأستاذ الفذ من الكبر عتيا ، و لم
يعد يستطيع مرافقة تلميذه النجيب في غزواته ، ألف له كتابا سماه "سر
الأسرار" يمكن تحميله من هنا حتى 29/10/2013 و أهداه إياه ليجد فيه حلا لكل مشكلة ، و مخرجا من كل معضلة.
و لكن مرة أخرى ، ارتفع الطغيان
سريعا ثم سقط سقوطا مريعا. (وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ
فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) الفرقان 23.
مات الاسكندر المقدوني ، أحد افضل
فتيان الدجال و صنائعه ، و تمزقت مملكته سريعا. و لم يجد الأخير عزاء إلا أن يمجد
فتاه بأن يسمي باسمه مدينة ، ثم أخرى ثم أخرى (حتى بلغ عددها 16 مدينة موزعة في
أنحاء العالم) ، و كذلك فعل بمدينته "طروادة الجديدة" أو طرابلس ، أو
حديثا Tripoli ، و ذلك تمجيدا لبطله الخفي
"أرسطوطالس". فبلغ عدد تلك المدن 9 أو أكثر موزعة في أنحاء العالم.
و بعدها جاء المسلمون و هجر صاحبنا
قلعته و مدينته و أصبحت تلك المدينة و ما حولها ولاية أسلامية ، اتخذ حكامها من
القلعة مركزا للحكم في كثير من الأحيان ، حتى اقترب موعد تحقق النبوءات الكبرى،
فصنع الدجال الكبير دجالا صغيرا يماثله في معظم صفاته ، و حقنه فيروسا شيطانيا في
مدينته العريقة (راجع كتاب السر الأكبر لديفيد إيكه ص 111) ، فاتخذ الأخير من
القلعة معبدا يمارس فيه طقوسه الشيطانية - تماما كما كان يفعل سلفه العتيد، مستعينا بالسحرة و المشعوذين الذين يستجلبهم من
كل حدب وصوب ، و حاول تجربة الكثير مما يخطط له الدجال الأكبر ، على الشعب الصغير
الذي تسلط عليه و الذي يسكن أرض " فوط " و هي ولاية طرابلس و ما حولها و
التي تسمى حاليا ليبيا.
|
دجال ليبيا المعاصر - هل هو تجربة (بروفة)؟ |
و اقترب الوعد الحق. و دنا أجل
تحقق النبوءات العظمى
ثارت الشعوب في " فوط "
و ما حولها ، ثلاث ثورات عظيمة ، فشلت اثنتان ، و نجحت واحدة ... أو تكاد.
إنها ثورة شعب " فوط "
أو شعب " ليبيا ".
إنها الثورة الوحيدة التي قضت على
نظام الدجال برمته ، و امتلك الشعب القوة ، و حارت القوى الماسونية في أمره.
لقد دبرت له المكائد و حاكت له
المؤامرات (التي بدت لها في منتهى الحبك) ، فجندت العملاء، و زرعت الجواسيس ، و
مارست كل أنواع الضغوط . و لكن القدرة الإلهية القاهرة تتدخل في كل مرة لتفسد
عليهم تدبيرهم، و لم يبق أمامهم سوى إبادة ذلك الشعب عن بكرة أبيه ، و ذلك يبدو
أمرا مستحيلا.
الأحداث تتسارع ، و الماسون و
اليهود و عملائهم يرتعدون فهم يرون بأم أعينهم ظهور العلامات، و يعرفون تماما صدق
النبوءات.
النبوءة
الأولى:حديث النبي صلى الله عليه و سلم و نبوءته.
عن نافع بن عتبة قال : كنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم قوم من قبل المغرب
عليهم ثياب الصوف فواقفوه عند أكمة، فإنهم لقيام ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد.
قال : فقالت لي نفسي ائتهم فقم بينهم وبينه لا يغتالونه! قال : ثم قلت : لعله نَجِيٌّ
معهم! فأتيتهم، فقمت بينهم وبينه. قال فحفظت منه أربع كلمات أعدهن في يدي، قال :
"تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها
الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله".... أخرجه مسلم.
لقد حاول بعض المفسرين تفسير قوله
(من قبل المغرب) بأنهم قوم من الشام ، و لكن الشام كانت معروفة في ذلك الحين ، و
لم تكن العرب تطنب في القول إذا أمكن الاختصار و تعد ذلك من العي.
و هنا سنقف قليلا عند هذا التعبير
(( عليهم لباس الصوف)) لأن في ذلك تمييز معين ، و إشارة معينة ، فالحديث يحمل
نبوءات كبرى ، ربما تعلق معظمها بأحداث (آخر الزمان).
|
ليبيون عليهم لباس الصوف |
أنهم كانوا يلبسون الصوف ، و لو لم
يكن في ذلك تمييز من نوع ما (ليعرفوا به إذا جاؤوا) ؛ لما ذكره نافع ، فمن هم
الذين يلبسون الصوف ، و بشكل واضح مميز منذ أقدم العصور، و حتى عصرنا الحالي،
وربما في المستقبل إلى آخر الزمان؟
إذا أمعنا النظر لوجدنا شعبا واحدا
بين شعوب الأمة الإسلامية تنطبق عليه الوصف ، و قد تصح في حقهم النبوءة.
إنهم الليبيون ، يلبسون أردية
الصوف ، و بشكل ملفت للنظر و يعتزون بذلك حتى في زماننا الحاضر، زمان تحقق
النبوءة؟
إن اللباس التقليدي عندهم هو عبارة
عن نسيج من الصوف الخالص يصل طوله إلى حوالي 5 أمتار و عرضه حوالي 1.5 متر ، و
غالبا ما تصنعه النساء ، و يستغرق العمل لصنع القطعة الواحدة الجيدة منه حولا
كاملا (سنة) لذلك فهو يسمى عندهم "الحولي"
و هناك أنواع أخرى (مزخرفة قليلا)
تلبسها النساء و لها أسماء مختلفة ، معظمها باللغة الأمازيغية.
فإذا نهض الشعب لابس الصوف و علا
شأنه ، فلنعلم بقرب تحقق نبوة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم.
|
أسد الصحراء الشهيد عمر المختار عليه لباس الصوف |
النبوءة
الثانية: نبوءة التوراة: حزقيال 38: 1-6، 8
“وكان إليّ كلام الرب قائلاً: “يا
ابن آدم اجعل وجهك على جوج [حاكم] أرض ماجوج رئيس روش ماشك وتوبال وتنبّأ عليه،
وقل ‘هكذا قال السيّد الرب هاأنذا عليك يا جوج رئيس روش ماشك وتوبال. وأرجِعك،
وأضع شكائم في فكّيك، وأخرجك أنت وكلّ جيشك، خيلاً وفرساناً كلّهم، لابسين أفخر
لباس، جماعةً عظيمةً مع أتراس ومجانّ كلّهم ممسكين السيوف. فارس وكوش وفوط معهم
كلّهم بمجنّ وخوذة. وجومر وكلّ جيوشه وبيت توجرمة من أقاصي الشمال مع كل جيشه
شعوباً كثيرين معك…بعد أيّام كثيرة تُفتَقَد. في السنين الأخيرة تأتي إلى الأرض
المستردّة من السيف، المجموعة من شعوب كثيرة على جبال إسرائيل، للذين أُخرجوا من
الشعوب وسكنوا آمنين كلّهم".
و هذه النبوة يعتقد بصحتها الكثير
من اليهود و النصارى ، و يدركون قرب تحققها ، و يحاولون تعطيل ذلك قدر جهدهم.
و يؤكد الكثير من المؤرخين بأن فوط
(و هي كلمة عبرية تعني القوس) هي ليبيا الحالية بمن فيهم المؤرخ اليهودي الشهير
"يوسيفوس" و الدكتور د.ديفيد جيريمايا David Jeremiah الذي يقول بالنص
“ليس هناك أيّ غموض حول الهوية الحاضرة لهذه
|
آخر ملوك ليبيا "إدريس السنوسي" عليه لباس الصوف |
الأمّة، لأنّ الخرائط القديمة تبيِّن بأن
المنطقة التي تسكنها أمّة فوط في أيام حزقيال هي دولة ليبيا الحالية ".
و حيث أن كل الأمم المذكورة في
النبوءة هي أمم متقدمة فعليا في الوقت الحالي ، عدى كوش و فوط ، فالنبوءة تطلب أن ينهض
البلدان نهوضا سريعا و مفاجئا و ربما اتحدا ، أو بكلمات أخرى سيكون نهوضا ثوريا ،
و هو ما يحدث الآن فعلا ، و لا ننسى أن كوش (السودان) قد ساعدت شعب فوط (ليبيا)
مساعدة كبيرة أثناء ثورته على الدجال الصغير ، و كلاهما يتجه إلى إقامة حكم إسلامي
معاصر.
|
نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني الليبي (أعلى سلطة في ليبيا حاليا) عليه لباس الصوف |
أما فارس فهي إيران حاليا ، و هي
تحاول صنع القنبلة النووية ، و ماشاك هي موسكو، أما توبال و توجرمة و جومر فهي
أجزاء من آسيا الصغرى تكون جمهورية تركيا الحالية ، و التي يبدو أنها تقود الحركة
الإسلامية التقدمية في العالم بشكل أو بآخر.
النبوءة
الثالثة: نبوءة "نوستراداموس"
|
رسم قديم و نادر يظهر قلعة طرابلس المثلثة من ناحية البر |
يقول
نوستراداموس المتنبئ الشهير الذي تنبأ بالكثير من الأحداث التاريخية الهامة ، بما
فيها أحداث نهاية العالم ، و الذي يعتقد الغرب كثيرا في صدق نبوءاته: " من
الشرق سيأتي العمل الغادر الذي سيُصيب إيطاليا وورثة رومولوس، بصحبة الأسطول
الليبي.. ارتجفوا يا سكان (مالطا) والجزر القريبة المقفرة" الفصل (14) من
نبوءات نوستراداموس.
ليبيا الآن تمر
بمخاض عسير
فهل نشهد
الولادة المجيدة
و هل نحن على
أبواب
النهوض الأكبر
لـ " فوط ".
لقد عرف الدجال
ذلك منذ أمد بعيد ، و حاول أن يعد له عدته مستعينا بجمعيته العريقة ، و أبنائه
البررة من اليهود و الملحدين و شياطين الإنس و الجن.
و لكن (يُرِيدُونَ
لِيُطْفِئُوا نُور اللَّه بِأَفْوَاهِهِمْ وَاَللَّه مُتِمّ نُوره وَلَوْ كَرِهَ
الْكَافِرُونَ) صدق الله العظيم.
|
القلعة من ناحية البحر |
تنبيه:
لا نزعم هنا أننا نملك الحقيقة كاملة ، و لكننا نبحث
عنها بين الواقع و الأسطورة ، و بين الصحيح و الخطأ ، و بين الصدق و الكذب ، نقارب
الأمور إلى بعضها، نستقري و نستنبط ، نحلل ونستنتج ، كمن يبحث عن شذرات الذهب بين
أكوام من القش تراكمت عبر آلاف السنين .. الأمر متعب و ممل ، و الطريق طويلة و
وعرة ، و السير فيها لابد منه.